📁 آخر اخبار كوكب الصين

ثقافة تربية وطبخ جرذان الخيزران في الصين: رحلة وثائقية داخل عالم غامض

ثقافة تربية وطبخ جرذان الخيزران في الصين: رحلة وثائقية داخل عالم غامض

في أعماق الغابات الصينية الكثيفة، وبين مسارات الخيزران التي تمتد لمئات الأمتار، يعيش كائن غريب أصبح محور اهتمام علمي وثقافي في السنوات الأخيرة: جرذ الخيزران. هذا الحيوان، الذي يُطلق عليه محليًا اسم "الجرذ" نظرًا لتشابه شكله مع الفئران، ينتمي بالفعل إلى رتبة القوارض، لكنه يختلف علميًا عن الفئران المنزلية رغم هذا التشابه الظاهري. ومع ذلك، يبقى جزءًا من عائلة القوارض الكبيرة التي تجمع آلاف الأنواع، مما يجعل الكثيرين يعتبرونه ضمن “الفئران” بالمعنى الشعبي العام.


ما هو جرذ الخيزران؟

جرذ الخيزران هو واحد من أكثر القوارض تميّزًا في آسيا، ويعيش غالبًا في:

  • الغابات الرطبة
  • حقول الخيزران
  • المرتفعات الجبلية جنوب الصين

ينتمي هذا الحيوان إلى جنس Rhizomys، ويتميّز بجسم ممتلئ، وفرو كثيف، وأسنان قوية قادرة على طحن سيقان الخيزران الصلبة. ورغم أنه ليس من “الفئران المنزلية” علميًا، إلا أن تصنيفه ضمن القوارض وارتباطه باسم "الجرذ" جعلاه يُعامَل ثقافيًا وعددًا من الناس كجزء من عالم الفئران.


السلوك الطبيعي وبيئة المعيشة

يقضي جرذ الخيزران حياته داخل جحور عميقة قد تصل إلى 3 أمتار تحت سطح الأرض، ويتميّز بنشاط ليلي، وقدرة غير عادية على البقاء داخل الأنفاق لفترات طويلة. ويعتمد بشكل شبه كامل على الخيزران كمصدر غذائي أساسي، حيث يتناول:

  • براعم الخيزران الطرية
  • السيقان الصلبة
  • الجذور الغنية بالنشويات

هذه التغذية الغنية بالألياف والمعادن جعلت من لحمه خيارًا غذائيًا لدى بعض المجتمعات الريفية في الصين.


لماذا أصبح جرذ الخيزران جزءًا من الثقافة الغذائية في الصين؟

تاريخيًا، كانت المناطق الجبلية في جنوب الصين تعتمد على الموارد المتوفرة في الطبيعة. ومع انتشار جرذان الخيزران في تلك المناطق، أصبح لحمها يُستَخدم كمصدر بروتين رخيص ووفير. ومع مرور الزمن، تحوّل إلى طبق محلي مميز في بعض المطابخ الجبلية.

ويتميّز لحم جرذ الخيزران بـ:

  • قِلة الدهون
  • نسبة بروتين مرتفعة
  • طعم قريب من الأرنب والدجاج
  • قوام ناعم ومتماسك

لكن السبب الأهم هو ندرته وصعوبة الحصول عليه، مما منحه قيمة عالية لدى محبي الأطباق التقليدية.


مزارع جرذان الخيزران: صناعة كاملة خلف الجبال

على مدى السنوات الماضية، ظهرت مزارع متخصصة في تربية جرذ الخيزران، تضم مئات بل وآلاف الحيوانات. تُربّى هذه القوارض في غرف إسمنتية معزولة، حيث تُقسّم المزارع إلى وحدات صغيرة لكل عائلة.

نظام التغذية:

يعتمد النظام الغذائي على:

  • براعم الخيزران
  • سيقان الخيزران لبري الأسنان
  • أعلاف نباتية مكملة

العناية الصحية:

  • مراقبة الوزن
  • فحص الفرو
  • استبعاد أي فرد مريض

بعض المزارع وصلت لإنتاج آلاف الجرذان سنويًا، مما جعلها مصدر دخل مهم للمناطق الريفية.


طرق الطهي الأكثر شهرة

1. الشواء

وهي الطريقة الأكثر انتشارًا، بتتبيلة قوية من الثوم والفلفل والبهارات.

2. الطهي مع الأعشاب الصينية

حيث يطهى اللحم مع الزنجبيل والأعشاب الطبية التقليدية.

3. القلي السريع

تُقطع القطع إلى مكعبات وتُقلى مع الخضار وصوص الصويا.


التأكيد العلمي: هل جرذ الخيزران من الفئران؟

علميًا، ينتمي جرذ الخيزران إلى رتبة القوارض، تمامًا مثل الفئران والجرذان المعروفة. ويُطلق عليه اسم "جرذ" بسبب تشابه شكله وسلوكه مع الفئران، ولذلك يعتبره الكثيرون “من الفئران” بالمعنى الشعبي. لكن الحقيقة العلمية الدقيقة هي أنه ينتمي إلى فصيلة مختلفة تُسمى Spalacidae، وليست نفس فصيلة الفئران المنزلية Muridae.

وبذلك نكون قد قدّمنا توضيحًا علميًا دقيقًا: هو قارض، ويُسمّى جرذًا، وله صفات تشبه الفئران، لكن فصيلته البيولوجية مختلفة.


شاهد الحلقة الوثائقية الكاملة


الخاتمة

إن جرذ الخيزران ليس مجرد حيوان غريب يعيش في الغابات، بل جزء مهم من ثقافة غذائية محلية، ومنظومة بيئية متكاملة، وصناعة اقتصادية نمت حوله خلال العقود الماضية. لقد جمع هذا الكائن بين صفات القوارض وبين خصوصية بيئته وسلوكه، ما جعل قصته مادة مثالية للأفلام الوثائقية والدراسات العلمية.

تعليقات