📁 آخر اخبار كوكب الصين

خفاش الرحيق ذو الشفاه الأنبوبية… الكائن الذي يمتلك أطول لسان بين الثدييات!

خفاش الرحيق ذو الشفاه الأنبوبية… الكائن الذي يمتلك أطول لسان بين الثدييات!

خفاش الرحيق ذو الشفاه الأنبوبية (Tube-lipped Nectar Bat – Anoura fistulata) هو واحد من أكثر الكائنات غرابة وروعة في عالم الثدييات. اكتُشف هذا الخفاش عام 2005 في غابات الإكوادور، ومنذ لحظة اكتشافه صُنّف مباشرة ضمن الكائنات “الأكثر تطرفًا” في التكيف؛ وذلك لأنه يمتلك لسانًا أطول من جسمه بالكامل، وهي ميزة لا توجد في أي ثدي آخر على وجه الأرض.

هذا الخفاش الصغير الذي لا يتجاوز طوله 5 سم فقط، يمتلك لسانًا يصل إلى أكثر من 9 سم، أي ضعف طول جسمه تقريبًا، مما يسمح له بالوصول إلى أعماق الزهور ذات الأنابيب الطويلة التي لا يستطيع أي كائن آخر الوصول إليها.

■ الوصف العلمي والشكل الخارجي

ينتمي هذا الخفاش إلى عائلة Phyllostomidae، ويعيش في الغابات السحابية الرطبة لجبال الأنديز. أهم ما يميّزه:

  • جسم صغير جدًا لا يتجاوز 5.5 سم.
  • شفاه أنبوبية طويلة تشبه “الممصّات”.
  • لسان مذهل يصل إلى 9 سم تقريبًا.
  • شعيرات حساسة على اللسان تساعد على جمع الرحيق.
  • لون فراء بني داكن يميل إلى الرمادي.

أما الأمر الأكثر إدهاشًا فهو أن لسانه لا يطوى داخل فمه فقط، بل يمتد داخـل الجسد ويمر عبر تجويف صدر خاص ينتهي قرب القفص الصدري — وهي خاصية لم تُرصد سابقًا في أي ثدي آخر.

■ اللسان الأطول في عالم الثدييات… كيف يعمل؟

في لحظة امتصاص الرحيق، يقوم الخفاش بمد لسانه بسرعة خارقة نحو داخل الزهرة. يحتوي اللسان على:

  • شعيرات صغيرة تعمل مثل الفرش لالتقاط الرحيق.
  • أوعية دموية تمدّ اللسان بالضغط اللازم للتمدد.
  • عضلات قوية تمتد حتى الصدر.

وبفضل هذا التصميم الفريد، يستطيع الخفاش الوصول إلى أزهار ذات أنابيب طولها 8–10 سم مثل زهرة Centropogon nigricans التي صُممت تقريبًا خصيصًا له.

■ شفاه أنبوبية… لماذا؟ وكيف تعمل؟

يمتلك هذا النوع شفاهًا ضيقة وطويلة تشبه أنبوب الشفط. تساعده هذه الشفاه على:

  • إحكام الدخول داخل الزهرة.
  • منع دخول الهواء أثناء امتصاص الرحيق.
  • تركيز عملية الشرب بشكل فعال.

ولذلك يُطلق عليه العلماء لقب: "الأداة الطبيعية المثالية لامتصاص الرحيق"

■ أين يعيش هذا الخفاش؟

يوجد في:

  • غابات الإكوادور.
  • المرتفعات الرطبة من جبال الأنديز.
  • المناطق كثيفة الأشجار ذات الرطوبة العالية.

ويعيش غالبًا داخل الكهوف الصغيرة أو شقوق الصخور أو داخل الأشجار المجوّفة.

■ نظامه الغذائي ودوره البيئي

يتغذى خفاش الشفاه الأنبوبية بشكل أساسي على:

  • رحيق الزهور
  • حبوب اللقاح
  • أحيانًا الحشرات الصغيرة

ويلعب دورًا بيئيًا بالغ الأهمية، فهو الملقّح الوحيد لبعض الأزهار العميقة، مثل النباتات من جنس Centropogon، التي تعتمد عليه وحده لاستمرار نسلها.

■ فيديو توثيقي مذهل لسلوك امتصاص الرحيق

يوضح الفيديو التالي طريقة اقتراب الخفافيش الملقّحة من الزهور وكيف تمد ألسنتها داخلها لامتصاص الرحيق، وهي آلية مطابقة لسلوك خفاش الشفاه الأنبوبية:

■ لماذا يعتبر هذا الخفاش من أعجب كائنات الأرض؟

هناك ثلاث صفات تجعل هذا النوع استثنائيًا:

  • لسان أطول من الجسم — رقم قياسي عالمي في عالم الثدييات.
  • شفاه أنبوبية — تشبه تصميم الأدوات الجراحية الدقيقة.
  • اعتماد نباتات نادرة عليه حصريًا — مما يجعله جزءًا أساسيًا من سلسلة الحياة.

■ التهديدات ومخاطر الانقراض

يواجه هذا النوع تهديدات من أهمها:

  • اختفاء الغابات السحابية.
  • قطع الأشجار المعمرة التي يعتمد عليها.
  • تغير المناخ وتقليل فترات إزهار النباتات.
  • انخفاض أعداد الأزهار الطويلة المتخصصة.

ولهذا صنّفه العلماء ضمن الأنواع المهددة بالتراجع في المستقبل القريب ما لم تُحمَ بيئته.

■ خلاصة علمية

إن خفاش الرحيق ذو الشفاه الأنبوبية ليس مجرد خفاش صغير يعيش في غابات الإكوادور، بل هو تحفة تطورية مذهلة. يمتلك لسانًا أطول من جسمه، وشفاه تصميمها فريد، ودورًا بيئيًا لا يمكن لأي مخلوق آخر تعويضه. إنه مثال صارخ على روعة التكيف في الطبيعة، وعلى مدى تنوع الحياة على كوكبنا بشكل يفوق الخيال.

تعليقات