في ليلةٍ هادئة، دخل علاء المطبخ ليجد أن السمكة التي كانت أمه تُحضّرها للعشاء قد اختفت فجأة!
بدأ يبحث عنها في كل مكان، لكنه لم يجد سوى طبقٍ فارغ ورائحة سمك لذيذة تعبق في المكان.
وقف يفكر قليلًا ثم تذكّر جارهم الجديد، الذي لا يردّ عليه عندما يُسلّم عليه في الصباح.
قال علاء في نفسه: "أكيد هو السارق! شكله غريب ولا يتكلم مع أحد!"

ركض إلى أمه يخبرها بما ظنه اكتشافًا عبقريًا، لكن الأم ابتسمت وقالت له بهدوء:
"يا بني، لا تتهم أحدًا دون دليل، ربما هناك سبب يجعله لا يردّ عليك."

وفي اليوم التالي، بينما كانت الأم في المطبخ، رأت قطة صغيرة تقفز بخفة على الطاولة وتخطف السمكة الجديدة!
ضحكت وقالت لعلاء: "ها هو السارق الحقيقي!"
خجل علاء من نفسه، وذهب ليعتذر من الجار الجديد. هناك اكتشف المفاجأة:
الجار أصمّ لا يسمع الأصوات، ولهذا لم يكن يرد التحية.

تعلّم علاء بعض لغة الإشارة ليتمكن من التواصل مع جاره، وأصبحا منذ ذلك اليوم صديقين مقربين.

في غابةٍ جميلةٍ مليئةٍ بالأشجار والزهور، كان يعيش قنفذ صغير لطيف يحب اللعب والمرح، لكنه كان يشعر بالحزن لأن أصدقاءه الحيوانات لا يقتربون منه كثيرًا.
فكلما حاول أن يحتضنهم أو يشاركهم اللعب، كانت أشواكه الحادة تؤلمهم دون قصد.

جلس القنفذ يومًا وحيدًا يبكي خلف شجرة، فرآه الأرنب وسأله بلطف:
"ما بك يا صديقي؟ لماذا تبكي؟"
أجابه القنفذ بصوت حزين:
"أحب أصدقائي كثيرًا، لكنني أؤذيهم من غير قصد بسبب أشواكي."

فكر الأرنب قليلًا ثم ابتسم وقال:
"لا تقلق، لدي فكرة رائعة!"
ذهب الأرنب وجمع بعض الفلين الطري وقطع القماش، وساعد القنفذ في تغطية أشواكه بها برفق.

وعندما انتهيا، أصبح القنفذ قادرًا على اللعب والعناق دون أن يؤذي أحدًا!
فرح الجميع واحتفلوا بصديقهم الشجاع، وصار القنفذ محبوبًا في الغابة أكثر من أي وقتٍ مضى.
ومنذ ذلك اليوم لم يشعر بالوحدة أبدًا.

في أحد الأيام، كان جحا يسير في السوق هادئ البال، يبحث عن بعض الخضار لطعام الغداء،
وفجأة! جاء رجل غريب وصفعه على وجهه دون سبب! 😲

تجمهر الناس حول جحا وهم ينتظرون ما سيفعله، فغضب جحا وذهب مباشرة إلى القاضي ليشتكي من الرجل.
وقف أمام القاضي وقال:
"يا سيدي القاضي، هذا الرجل صفعني أمام الناس دون أي سبب، أريد حقي!"

نظر القاضي إلى الرجل ثم قال بابتسامة متكلفة:
"ربما كانت صفعة مزاح فقط يا جحا، لا داعي للغضب!"
تعجب جحا من كلام القاضي، وشعر أن في الأمر شيئًا غريبًا.

سأل الناس القاضي بعد خروج الرجل:
"لماذا لم تعاقبه؟"
ابتسم القاضي بخجل وقال:
"إنه قريب لي!"

ابتسم جحا بخبث وقال:
"إذن سأعود بعد قليل بحقي!"

وفي اليوم التالي، عاد جحا ومعه صديق له، فاقترب من القاضي وصفعه صفعة قوية جعلت عمامته تطير في الهواء!
صرخ القاضي غاضبًا:
"ما هذا يا جحا؟!"
فأجابه بابتسامة ساخرة:
"هذه صفعة من قريبك الذي لم تعاقبه بالأمس… سلمها بنفسك!" 😂

ضحك الناس من ذكاء جحا، وتعلم القاضي درسًا لا يُنسى في العدل والمساواة.